[ورغم كل الإحسان الذي قدمه لهم المسلمون إلا أنهم لم يفوتوا فرصة للخيانة إلا وانتهزوها وخانوا المسلمين وهذه بعض الأمثلة من التاريخ]
[١ - خيانتهم في الأندلس]
عندما فتح المسلمون الأندلس كان أهلها من النصارى، وبعضهم من اليهود لم يعاملهم المسلمون معاملة الفاتح المتجبر الذي يستبيح الديار، والأعراض، ولم يكرههم على ترك دينهم إنما ترك لهم حرية الاعتقاد، وقامت دولة الإسلام في الأندلس بقوة، وتمكن خاصة في عهد الدولة الأموية، عبد الرحمن الداخل، ومن جاء بعده، وكان النصارى المعاهدون قد أصبحوا أقلية بسبب إسلام معظم أهل الأندلس بعد الفتح اختيارًا لا إجبارًا، وكانوا يعيشون آمنين مطمئنين على دارهم وأعرضهم ومالهم في ظل الحكومة الإسلامية، وكانوا يستوطنون القواعد الأندلسية الكبرى مثل قرطبة، وإشبيلية، وطليطلة، وبلنسي، وسرقسطة، ويتمتع النابهون من أبنائهم بعطف الخلفاء، وثقتهم، وتقديرهم.
فلما سقطت دولة الخلافة الأموية بالأندلس، وقامت دولة الطوائف المشؤومة على الإسلام والمسلمين. طرأ تغيير ملحوظ على أحوال النصارى المعاهدين حيث تمتعوا بحرية مطلقة في كل شيء أكبر من الأول بكثير، واعتنى ملوك الطوائف بالآخر بشدة، وأولوهم رعاية فائقة، وبذلوا جهودًا كبيرة في تأمينهم، وحمايتهم، وكسب مودتهم، وإن ملوك قرطبة، وإشبيلية، وسرقسطة يتسابقون في العطف على، وكانت بواعث هذه السياسة الودية، واضحة؛ ذلك لأن أسبانيا النصرانية في تلك المرحلة كانت بدأت تتفوق على الأندلس المسلمة، وبدأت تشن ما يسمى بـ (حرب الاسترداد)، وكان ملوك الطوائف يشعرون في المعاهدين أنهم مكمن للخطر، والدسائس، وكان بنو عباد ملوك قرطبة أكثر الناس تسامحًا معهم، وبلاط بني عباد يغص بالنصارى، واليهود، وعلى شاكلته كان باقي الملوك فهذا (عبد اللَّه بن بلقين) يصطنع النصارى، ويعتمد على الفرسان النصارى، ويتخذهم نصحاء، وأمناء، ووزراء يعاونوه في حربه ضد المسلمين! ، وهذا ابن هود نكبة