للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنني قد استحييت فجئت الزبير فحكيت له ما جرى، فقال: والله لحملك النوى على رأسك أشد علي من ركوبك معه". (١)

[١١ - حق المرأة]

لقد أعطى الإسلام حقوقًا للمرأة على مدار حياتها، ليحفظها، وليبين كرامتها، ومن هذه الحقوق:

١ - حق المرأة كجنين وكطفل: حقوق المرأة وهي في بطن أمها كثيرةٌ، مراعاة لها في وقت لا تملك لنفسها فيه شيئًا؛ فعلى أبيها أن يختار أمًا ذات دين، حتى تقومها وتربيها على منهج الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى من يعيشون حول أمها أن يهيئوا لها الاستقرار النفسي، لأن مرحلة الحمل والولادة شاقة وعسيرة، قال تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} (لقمان: ١٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم خيركم للنساء" (٢)، ومن حقها وضع الصوم عن أمها، ووضع الحد حال الحمل، وحال الرضاع، وأن يصلى عليها الجنازة، ويستحسن أن تخرج الزكاة عنها، وإذا استهلت فلها الميراث، ولا بد من الحفاظ على حياتها، ولها أن يهيئ لها أبوان صالحان، وأن يحسن اسمها، وأن تختتن ولها حق الحضانة على أبويها، ولها حق الرضاعة على أمها.

وهكذا اعتنى الإسلام بالمرأة، حتى وهي لم تخرج للحياة بعد (٣).

[٢ - حق البنت: ولها حقوق منها]

١ - حق التعليم: قال أهل العلم: ويدخل في فضل العلم للأبناء (الأولاد والبنات سويًّا) عموم الأحاديث في فضل ذلك، ولنا أن نتصور الفتاة حين تبني أسرة من زوج وأبناء وهي لا تقرأ ولا تكتب، يعني أنها لن تقرأ القرآن ولا السنة ولا شيئًا مطلقًا من علوم الدين أو الدنيا، والواقع خير شاهد على الفرق بين الأم القارئة المثقفة، وبين غيرها في بناء عقول الأولاد، فهي تعين على المذاكرة، ويشعر الأبناء بالعلاقة القريبة منها،


(١) أخرجه البخاري (٤٩٢٦)، ومسلم (٢١٨٣). وانظر: إحياء علوم الدين (٢/ ٩٣ - ٩٥).
(٢) المستدرك (٤/ ١٩١)، الجامع الصغير (٥٦٢٧).
(٣) للتفصيل انظر: بحث حق الجنين، وحق الطفل.

<<  <  ج: ص:  >  >>