للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله أخي لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، فلأيّ شيء استكان". (١)

الثاني: عن وهب بن منبه قال: قال لوط: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}، فوجد عليه الرسلُ وقالوا: إنَّ ركنَك لشديد! (٢)

الوجه الرابع: حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس عتابًا وإنما من باب التعجب

فإن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس عتابًا على نبي الله لوط وإنما تعجب من حاله - عليه السلام - إذ بحث المدد وهو لا يعلم بوجود ملائكة الرحمن معه في بيته متشكلين في صورة البشر.

وهذا أيضًا تعريض من نبي الله لوط بالدعاء، فهو يشهد الله على حاله راجيًا خلاصه، وهذا شبيه بتعريض أيوب - عليه السلام - حين قال: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١) والشاهد على هذا ما جاء في الآيات التالية من بشارة الملائكة إياه بنصر الله تعالى: {قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}.

الوجه الخامس: لوط - عليه السلام - كان متوكلًا على الله لكنه قصد إظهار العذر.

قال النووي: وقصد لوط - صلى الله عليه وسلم - إظهار العذر عند أضيافه، وأنه لو استطاع دفع المكروه عنهم بطريق ما لفعله، وأنه بذل وسعه في إكرامهم والمدافعة عنهم. ولم يكن ذلك إعراضًا منه - صلى الله عليه وسلم - عن الاعتماد على الله تعالى وإنما كان لما ذكرناه من تطيب قلوب الأضياف.


(١) ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره ١٢/ ٨٧ من طريق جابر بن نوح، عن مبارك، عن الحسن به. وإسناده ضعيف. فيه إرسال الحسن، ومبارك بن فضالة: يدلس ويسوي وقد عنعن، وجابر بن نوح: ضعيف كما في التقريب ١/ ٨٥.
(٢) من الإسرائيليات. أخرجه الطبري في تفسيره ١٢/ ٨٨ من طريق إسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهب بن منبه يقول فذكره. وهذا من إسرائيليات وهب بن منبة ولا حجة فيه وهو مخالف لما ثبت عندنا من النصوص الصريحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>