للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أن موسى - عليه السلام - لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال فإذا هو بامرأتين تذودان قال ما خطبكما؟ . . . . . ." (١).

[الوجه الرابع: قد يكون له أكثر من بنت، ولكن اثنتان منهما هما اللتان كانتا تسقيان.]

قال ابن كثير: وعند أهل الكتاب أنهن كن سبع بنات، وهذا أيضًا من الغلط، ولعلهن كن سبعًا، ولكن إنما كان تسقى اثنتان منهن، وهذا الجمع ممكن إن كان ذاك محفوظًا، وإلا فالظاهر أنه لم يكن له سوى بنتين (٢).

[الوجه الخامس: القرآن الكريم أثبت صفة الصداق فالعبرة بما في القرآن]

قال تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٢٨) فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [القصص: ٢٧ - ٢٩].

وهذه الصفة: وهي أن صاحب مدين طلب من موسى أن يرعى له ثمان سنوات على أن يزوجه إحدى ابنتيه، فإن تبرع بزيادة سنتين فهو لموسى - عليه السلام - وإلا ففي ثمانية كفاية، وقد رعى موسى - عليه السلام - أتم الأجلين وأوفاهما وأبرهما. وهذا ما عليه جمهور أهل العلم بالتفسير (٣).

[الوجه السادس: السنة النبوية دلت على ما دل عليه القرآن الكريم من صفة الصداق.]

ابن عباس - رضي الله عنه -:


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٤٥٤)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (١٦٨٢٧) وفيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وصحح إسناده ابن كثير في التفسير (١٠/ ٤٥٠).
(٢) قصص الأنبياء (٢٨٤).
(٣) أخرجه الطبري (٢٠/ ٦٥)، القرطبي (١٣/ ٢٧٧: ٢٩١)، فتح القدير (٤/ ٢٣٦: ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>