للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، لمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوهُ. فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا؛ فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ. فَحَفَرُوا لَهُ، وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ قَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ. (١)

[الوجه الخامس: نبذة عن عبد الله بن سعد بن أبي السرح.]

عبد الله بن سعد بن أبي السرح - رضي الله عنه - يكنى أبا يحيى كذا قال ابن الكلبي: في نسبه حبيب بن جذيمة بالتخفيف. وقال محمد بن حبيب: حبيب بالتشديد، وكذا قال أبو عبيدة، أسلم قبل الفتح وهاجر، وكان يكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتد مشركًا وصار إلى قريش بمكة.

وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح - رضي الله عنه - أيام الفتح فحسن إسلامه، ولم يظهر منه ما ينكر عليه بعد ذلك، وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، وفارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين، وغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين، وهو هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم، وغزا الصواري من أرض الروم سنة أربع وثلاثين؛ فلما رجع من وفادته منعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط فمضى إلى عسقلان فأقام فيها حتى قتل عثمان - رضي الله عنه -. وقيل: بل أقام بالرملة حتى مات فارا من الفتنة ودعا ربه فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح فتوضأ ثم صلى فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة ثم سلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه، ذكر ذلك كله يزيد بن أبي حبيب وغيره، ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية رضي الله عنهما، وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية. وقيل: إنه توفي بإفريقية والصحيح أنه توفي بعسقلان سنة ست أو سبع وثلاثين. (٢)

* * * *


(١) البخاري (٣٦١٧)، ومسلم (٢٧٨١).
(٢) الاستيعاب (١/ ٢٧٩)، أسد الغابة (١/ ٦١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>