للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غنيمتها فتغنمها لنفسك (١).

وهكذا انطلق اليهود العبريون في كل عصر ومصر ينفذون تلك التعاليم المحرفة التي احتواها كتابهم؛ فأخذوا يعيثون في الأرض فسادا، ويقتلون ويخربون ويدمرون ويذيقون أسارى الحرب أشد ألوان التعذيب والتنكيل وإن شئت فاقرأ جرائمهم في العصر الحاضر مع الشعب العربي بصفة عامة والشعب الفلسطيني بصفة خاصة.

لقد ذكرت التقارير والأبحاث المقدمة إلى مؤتمر حقوق الإنسان الذي عقدته جامعة الدول العربية بيروت سنة ١٩٦٨ الجرائم والمخالفات التي ارتكبتها إسرائيل ضد الأسرى العرب بعد حرب يونيو ١٩٦٧ لقد أساءت معاملتهم وعذبتهم وقتلت بعضهم مخالفة بذلك أبسط المبادئ الأخلاقية والإنسانية.

[معاملة الأسرى في التشريع الإسلامي*]

جاء تشريع الإسلام في أسمى صوره من اليسر والرفق والرحمة، تجاه هؤلاء الأسرى؛ بل واسأل التاريخ كله، فإنه سيجيبك أنه لم يعرف محاربًا رفيقًا بأسرى الحرب كالمحارب المسلم.

لقد حث الإسلام على إحسان معاملة الأسرى والرفق بهم وتتجلى مظاهر الإحسان فيما يلي:

[١ - توفير الطعام والشراب للأسرى.]

وقد دلَّ على ذلك النصوص الآتية:

أ - قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩)} [الإنسان: ٥ - ٩].

فقد وصف الله تعالى حال الأبرار الذين يشربون من كأس كان مزاجها كافورًا بأنهم يوفون بالنذر، ويطعمون الطعام المساكين والأيتام والأسارى وإن كانوا غير مسلمين، كما


(١) الإصحاح العشرين العهد القديم ١٠ - ١٨.
* انظر تفصيل هذه المسألة في شبهة "الرق في الإسلام" من هذه الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>