للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنرى ذلك عند الأمم الوثنية واحدة تلو الأخرى:

[١ - التعميد عند المصريين]

يقول زكي شنودة: "وكان المصريون يستعملون الغسل أو الرش بالماء المقدس وهو طقس يشبه العماد عند المسيحيين". (١)

وكان المصريون يعتقدون أن من يعمد تحصل له الولادة الثانية ويحصل على النعيم الأبدي- وذلك كما يعتقد النصارى في التعميد.

يقول جون لويمر: "ففي عبادة إيزيس كان العضو يولد من جديد عندما يستحم في المياه المقدسة". (٢)

[٢ - التعميد عند الفارسيين]

وقد وجد التعميد عند الفارسيين القدماء، حيث كانوا يأخذون أولادهم إلى الهياكل بعد الولادة ببضع أيام، ويسلمونهم للكاهن عند صنم الشمس، فيغمسه في إناء مملوء ماء، ثم يسمونه بما يريدون من الأسماء. (٣)

وكان التعميد واحدًا من طقوس ديانة (مثرا) الفارسية، وكان التعميد في هذه الديانة يتم عن طريق الاستحمام في دماء ثور، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن مثرا قدم ثورا ذبيحة وذلك لتخصيب الأرض. (٤)

[٣ - التعميد عند الهنود]

ذكر كثير من الباحثين أنه كان لدى البرهميين القدماء عادة تشبه ما يقوم به المصريون والفرس من طقوس وهي العمادة بعينها، وحين إجرائها يصلون ويتوسلون للشمس، ومن بعد قسم الأيمان المغلظة من المعمد على أداء الطاعة التامة للكهنة وحفظ الأسرار والنظافة على جسده يرشونه بالماء ثلاث مرات، ويخاطبونه بما يوافق المقام، ويعدون الرش


(١) تاريخ الأقباط (١/ ٣٧).
(٢) تاريخ الكنيسة (١/ ١٩).
(٣) العقائد الوثنية (١٢٦).
(٤) انظر: معالم تاريخ الإنسانية (٣/ ٧٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>