فالظاهر من هذا الكلام أن فرعون لم يأمر بقتل أبناء اليهود إلا بعد ما جاءه موسى بالحق ولكنه يقول: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ. . .} [طه: ٣٨، ٣٩].
وهذا يعني أن فرعون أمر بقتل أبناء اليهود وموسى طفل ولم يكن الحق قد جاء بعد من عند ريه.
والرد من وجوه:
[الوجه الأول]
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٢٥)} [غافر: ٢٥]، فإن قال قائل: وكيف قيل: {اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} وإنما كان قتل فرعون الولدان من بني إسرائيل حذار المولود الذي كان أخبر أنه على رأسه ذهاب ملكه وهلاك قومه، وذلك كان فيما يقال قبل أن يبعث الله موسى نبيًا؟ قيل: إن هذا الأمر بقتل أبناء الذين آمنوا مع موسى واستحياء نسائهم، كان أمرًا من فرعون وملئه من بعد الأمر الذي كان من فرعون قبل مولد موسى.
وعن قتادة قال: هذا قتل غير القتل الأول الذي كان حيًا. (١)