للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوَعِيدَ والآياتِ والسورَ بعضَها إِلى بعضٍ (١).

فكما قلنا أن قرأ فلان على فلان لا يشترط أن تكون بأنه قرأ عليه من كتاب.

[الوجه الثاني]

قال الآلوسي: في قوله: {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} الواو اعتراضية، وقيل: هي عاطفة على علة محذوفة، واللام متعلقة بنصرف؛ أي: مثل ذلك التصريف نصرف الآيات لنلزمهم الحجة وليقولوا الخ. وهو أولى من تقدير لينكروا وليقولوا الخ. وقيل: اللام لام الأمر، وينصره القراءة بسكون اللام، كأنه قيل: وكذلك نصرف الآيات وليقولوا هم ما يقولون. فإنهم لا احتفال بهم، ولا اعتداد بقولهم، وهو أمر معناه الوعيد والتهديد وعدم الاكتراث. ورده في "الدر المصون" بأن ما بعده يأباه؛ فإن اللام فيه نص في أنها لام كي، وتسكين اللام في القراءة الشاذة، لا دليل فيه لاحتمال أن يكون للتخفيف (٢).

قال أبو حيان: وقرأت طائفة {وَلِيَقُولُوا} بسكون اللام على جهة الأمر المتضمن للتوبيخ والوعيد، وقرأ الجمهور بكسرها وقالوا: هذه اللام هي التي تضمر (أن) بعدها والفعل منصوب (بأن) المضمرة (٣).

قال ابن عطية على أنها لام (كي) وهي على هذا لام الصيرورة كقوله: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} أي لما صار أمرهم إلى ذلك (٤).

لام العاقبة والمآل: تفيد أنه لما ترتب على التقاطه، كونه صار لهم عدوًا وحزنًا؛ جعل كأنه علة لالتقاطه فهو علة مجازية (٥).


(١) النهاية ٤/ ٥٢ - باب القاف مع الراء.
(٢) روح المعاني ٥/ ٤٦٩.
(٣) تفسير البحر المحيط ٥/ ٢٢٥.
(٤) المحرر الوجيز ٢/ ٤٥٥.
(٥) تفسير البحر المحيط ٥/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>