بعد وفاة موسى خلفه يوشع بن نون في قيادة الشعب، فاستولى على فلسطين وقسمها بين الأسباط ما عدا سبط لاوى الذي اختص بالخدمة الدينية، واختص منه أبناء هارون بالكهنوت، إذًا فالهارونيين وحدهم هم الذين كانوا يعرفون التوراة، ويحفظون أكثرها. ولم تكن كلها محفوظة على ألسنتهم، بل كان كل واحد منهم يحفظ فصلًا منها.
٥ - التوراة إبَّان حكم القضاة:
وبعد موت يوشع ظل الشعب بأسباطه مقيما في تلك الجهات بين الشعوب المحيطة بهم وكان ذلك الجيل على شاكلة آبائه، لكن قام من بعده جيل آخر لم يعرف الرب، بل عمل الشر وعبد آلهة الشعوب الذين حوله، فسلط الله عليهم أعداءهم فنهبوهم.
ولما ضاق الأمر بهم أقام لهم الرب قضاة، فخلصوهم من يد ناهبيهم. (سفر القضاة ٢/ ٨ - ١٦).
وفي إحدى المعارك التي جرت بين الفلسطسنيين وبني إسرائيل هرب بنو إسرائيل وكانت الضرة عظيمة، فسقط منهم ثلاثون ألفًا، وأخذ الفلسطينيون منهم تابوت عهد الرب (سفر صموئيل الأول ٤/ ١٠ - ١١).
• كيف عاد التابوت؟
وهذه قصة عجيبة جدًّا كما يقصها السفر، فقد أدخل الفلسطينيون التابوت إلى بيت إلههم (داجون) وأقاموا بقربه وفي الصباح وجدوا (داجون) ساقطًا على وجهه أمام التابوت فأقاموه مكانه، وفي صباح اليوم التالي وجدوه كذلك وقد قطعت رأسه ويداه، ثم أصيب أهل تلك المدينة بالبواسير، وتدافعت مدن الفلسطينيين حفظ التابوت إلى أن قرروا إعادته مع كمية من الذهب بعد سبعة أشهر (صموئيل ٥، ٦/ ١ - ٤).
لكن ماذا حلَّ بالتوراة التي بداخله؟ لم يتعرض السفر لذلك. فهل عدم تعرضه ناتج عن أنه من البديهي أن تكون التوراة عادت مع التابوت سالمة غانمة، أم أنه من البديهي أن تكون قد أخرجت من الصندوق وأتلفت؟ !