للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن الحديث ضعيف كما هو مُبين في الحاشية.

الوجه الثاني: أنه على فرض صحته فيه ثناء على صفيه وجبرًا لخاطرها، فإن قلت: أليست حفصة ابنة نبي وهو إسماعيل عليه السلام؛ لأنها قرشية، وعمها نبي وهو إسحاق عليه السلام وتحت نبي وهو النبي -صلى الله عليه وسلم-.

هذه الصفات مشتركة بين نسائه -صلى الله عليه وسلم- اللاتي من قريش، وصفية أيضًا مشاركة لهن، لأن موسى وهارون من أولاد يعقوب بن إسحاق -صلى الله عليه وسلم- والمقصود دفع المنقصة بأنها أيضًا تجمع صفات الفضل والكرم. (١)

الوجه الثالث: أنه خرج مخرج الغيرة، وقد سبق الحديث عنها.

الرواية السادسة: عن عائشة أنها قالت: وكان متاعي فيه خف وكان على جمل ناج، وكان متاع صفية فيه ثقل وكان على جمل ثقيل بطيء يتبطأ بالركب، فقال رسول الله: "حولوا متاع


= ولكني أرى أن في إسناد ابن عدي انقطاعًا أو سقطًا؛ فإن ابن المغلس إنما يروي عن مالك وطبقته من أتباع التابعين، فمثله لم يدرك أحدًا من التابعين قطعًا، وكنانة منهم، ويؤيده أنهم ذكروا في شيوخ يزيد هذا: هاشم بن سعيد الراوي للحديث عن كنانة، فالظاهر أنه هو الساقط بين يزيد وكنانة، والله أعلم. اهـ. الضعيفة للألباني (٤٩٦٣).
قلت: وبالرجوع إلى الكامل لابن عدي وجدت أن الأمر كما قال الألباني -رحمه الله- لكن السقط في الإسناد من نقل الحافظ -رحمه الله- حيث جاءت صورة الإسناد هكذا عند ابن عدي: ثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان الهاشمي قال: ثنا عمرو بن علي، ثنا يزيد بن مغلس بن عبد الله بن يزيد الباهلي؛ وكان من الثقات، ثنا هاشم بن سعيد، ثنا كنانة بن نبيه مولى صفية قال: سمعت صفية بنت حيي تحدث قالت: وقف علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أسبح بنوى، فقال: "يا بنت حيي، قد سبحت منذ قمت على رأسك بأكثر من هذا .. " الخ الحديث.
فظهر من الإسناد والمتن أمران: الأول: أن يزيد بن المغلس لم يتابع هشام بن سعيد وإنما روى عنه كما هو واضح في الإسناد، ومما يؤكد هذا أن ابن عدي قال في آخر ترجمة هشام بن سعيد وبعد سياق هذه الرواية ٧/ ١١٥ وعامة ما يرويه لا يتابع عليه.
الثاني: أن الحافظ ابن حجر في التهذيب ما أشار إلى الحديث الذي معنا، وإنما أشار إلى حديث التسبيح، ومما يؤكد هذا أن الحافظ ذكر هذا الحديث بعد قوله نقلًا عن الترمذي، وقال في موضع آخر: ليس بمعروف، وإنما قال الترمذي هذا في هشام بعد حديث التسبيح، وانظر سنن الترمذي (٣٥٥٤).
(١) تحفة الأحوذي (١٠/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>