وقد اختلف علماء الإسلام في الذي مر، فروي عن مجاهد أنه كان كافرًا شك في البعث، وهذا قول ضعيف، لقوله: كم لبثت؟ والله لا يخاطب الكافر، ولقوله: آية للناس، وهذا لا يقال في الكافر وإنما يقال في الأنبياء.
وقال قتادة وعكرمة والضحاك والسدي: هو عزير بن شرخيا، وإنه لما رجع إلى منزله كان شابا وكان أولاده شيوخًا، فإذا حدثهم بحديث قالوا: حديث مائة سنة، ولما قال لهم: أنا عزير كذبوه، فقرأ التوراة من الحفظ، ولم يحفظها أحد قبله فعرفوه بذلك، وقالوا هو ابن الله، وأمره الله أن ينظر إلى حماره كيف تفرقت عظامه، أو قال له: انظر إليه سالما كما ربطته حفظناه بلا ماء وعلف، كما حفظنا الطعام والشراب من التغيير.
وقال وهب بن منبه: هو إرميا بن حلقيا من سبط هارون.
واختلفوا في القرية: فقيل هي بيت المقدس، وقيل هي دير سابر أباد في فارس، وقيل: سلما باد قرية من نواحي جرجان، وقيل: هي دير هرقل بين البصرة وعسكر مكرم.
ونقول: لو كان لهذه القصة أصل في كتب الوحي الإلهي لذكر اسم الشخص، ووفر على المفسرين الظن والتخمين.
ومن تأمل في التوراة والإنجيل، لا يجد فيها شيئًا من ذلك، ولكن نجد لها أصلا في كتب اليونان القديمة، وهي حكاية أبيمنيدس الكاهن والشاعر اليوناني، وأدرجه البعض