ج- كما أن إشعيا يتحدث عن رئيس السلام، وهو لا ينطبق على الذي نسبت إليه الأناجيل أنه قال: "لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلَامًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلَامًا بَلْ سَيْفًا. ٣٥ فَإِنِّي جِئْتُ لأُفرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. ٣٦ وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ." (متى ١٠/ ٣٤ - ٣٦)، فهل يسمى المسيح الإنجيلي بعد ذلك رئيس السلام؟
د- ثم إن إشعيا يتحدث عن شخص قدير، وليس عن بشر محدود لا يقدر أن يصنع من نفسه شيئا كما قال عن نفسه: "أَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كما أَسْمَعُ أَدِينُ" (يوحنا ٥/ ٣٠)، وفي نص آخر يقول لليهود: "الْحَقَّ الْحَقَّ أقولُ لَكُمْ: لَا يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلَّا مَا يَنْظر الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ." (يوحنا ٥/ ١٩).
هـ- ثم إن الكتاب المقدس يمنع أن يكون المسيح ملكًا على بني إسرائيل، فقد حرم الله الملك على ذرية الملك الفاسق يهوياقيم بن يوشيا أحد أجداد المسيح، فقد ملك على مملكة يهوذا، فأفسد، فقال الله فيه: "هكَذَا قَال الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لَا يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَللْبَرْدِ لَيْلًا. وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ، " (إرميا ٣٦/ ٣٠ - ٣١).
والمسيح -حسب الأناجيل- من ذرية هذا الملك الفاسق، يقول متى في سياق نسب المسيح: "وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ." (متى ١/ ١٠ - ١١)، وقد أسقط متعمدًا اسم يهوياقيم، فذكر أباه يوشيا، وابنه يكينيا، . وبيان ذلك في سفر الأيام الأول "وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ، الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ، الثَّالِثُ صِدْقِيَّا، الرَّابعُ شَلُّومُ. وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا ابْنه وَصِدْقِيَّا ابْنُهُ." (الأيام (١) ٣/ ١٤ - ١٥)، فيهوياقيم أحد أجداد المسيح، وهذا يمنع تحقق نبوءة إشعيا في المسيح، فالملك القادم لن يكون من ذرية المحروم يهوياقيم.
الوجه الثالث: إطلاقات لفظ الألوهية والربوبية في الكتاب المقدس لا يدل على ألوهية المسيح لأنها أطلقت على غيره من المخلوقات وإليك البيان.