أ- إطلاقها على الملائكة فقد جاء في سفر القضاة، وهو يحكي عن ظهور ملاك الرب لمنوح وزوجه:"وَلَمْ يَعُدْ مَلَاكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلَاكُ الرَّبِّ. ٢٢ فَقَال مَنُوحُ لامْرَأَتِهِ: "نَمُوتُ مَوْتًا لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الله" (القضاة ١٣/ ٢١ - ٢٢)، ومراده ملاك الله. وظهر ملاك الله لسارة وبشرها بإسحاق "وَقَال لَهَا مَلَاكُ الرَّبِّ: "هَا أَنْتِ حُبْلَى، فتلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لمِذَلَّتِكِ ١٢ وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ"(التكوين ١٦/ ١١ - ١٣) فأطلقت على الملاك اسم الرب.
ومثله تسمية الملاك الذي صحب بني إسرائيل في رحلة الخروج بالرب "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلًا في عمود نار ليضيء لهم. . . فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم"(الخروج ١٣/ ٢١ - ١٤/ ١٩)، فسمى الملاك ربًا.
ب- ومن ذلك إطلاق كلمة الرب على الأنبياء، من غير إرادة معناها الحقيقي، فقد قال الله لموسى عن هارون:"وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا."(الخروج ٤/ ١٦). ومثله في قول الله لموسى:"فَقَال الرَّبُّ لمُوسَى: "انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ." (الخروج ٧/ ١) أي: مسلطا عليه. وقد عهد تسمية الأنبياء (الله) مجازًا أي رسل الله، فقد "كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذَهَابِهِ لِيَسْأَل الله: "هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي". لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقًا الرَّائِيَ." (صموئيل (١) ٩/ ٩).
ج- وأطلقت لفظة "الله" وأريد منها القضاة، لأنهم يحكمون بشرع الله، ففي سفر الخروج "إن قال العبد. . يقدمه سيده إلى الله، ويقربه إلى الباب. . ." (الخروج ٢٠/ ٥ - ٦). وفي السفر الذي يليه: "وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم هل لم يمد يده إلى ملك صاحبه. . . فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه" (الخروج ٢٢/ ٨ - ٩). وفي سفر التثنية" يقف الرجلان اللذان بينهما الخصومة أمام الرب أمام الكهنة" (التثنية ١٩/ ١٧).