ومثله "الله قَائِم فِي مَجْمَعِ الله. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: ٢ "حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ " (المزمور ٨٢/ ٢: ١)، والحديث كما هو ظاهر من السياق عن أشراف بني إسرائيل وقضاتهم. بل يمتد هذا الإطلاق ليشمل كل بني إسرائيل كما في قول داود في مزاميره: "أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَليِّ كُلُّكُمْ. ٧ لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ" (المزمور ٨٢/ ٦)، وهذا الذي استشهد به عيسى عليه السلام عندما قال: "أَليْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ ٣٥ إِنْ قَال آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ الله، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمكْتُوبُ، ٣٦ فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ ألله؟ " (يوحنا ١٠/ ٣٦: ٣٤).
هـ- وأطلقت على الشياطين، والآلهة الباطلة للأمم، فقد سمى بولس الشيطان إلهًا، كما سمى البطن إلها، وأراد المعنى المجازي، فقال عن الشيطان: "إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح" (كورنثوس (٢) ٤/ ٥)، وقال عن الذين يتبعون شهواتهم ونزواتهم: "الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في خزيهم. ." (فيلبي ٣/ ١٩). ومثله ما جاء في المزامير "لأَنِّي أَنَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ، وَرَبَّنَا فَوْقَ جَمِيعًا لآلِهَةِ." (المزمور ١٣٥/ ٥)، وألوهية البطن وسواها ألوهية مجازية غير حقيقية.
وجاء في "شرح أصول الإيمان": "موسى تسمى (إلهًا) من الله ذاته، دلالة على نيابته عن الباري لدى فرعون، وليس لكونه اتصف بصفات إلهية، وكذلك القضاة تسموا (آلهة) لكونهم ينفذون مقاصد الله، وأما الأصنام والبطن والمال، فقد سميت بذلك لاتخاذ بعض الناس إياها آلهة، والشيطان تسمى (إلها) لتسلطه على العالم الحاضر" (١)
١١ - كما أن المسيح عليه السلام وهو يسمع بمثل هذه الاستعارات والآلهة المجازية أوضح بأن ثمة إلهًا حقيقيًّا واحدًا، هو الله، فقال: "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الحقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (يوحنا ١٧/ ٣)، وهي ما تعني بوضوح
(١) شرح أصول الإيمان، الدكتور القس أندرواس واطسون، والدكتور إبراهيم سعيد، ص (٤٤).