في البشر، وقد تفرع عن عقيدته مذهب الموحدين، الذين قاموا يدعون إلى تطهير المسيحية من أدران الوثنية وجهالة التجسيد. وكان جزاؤهم كمن سبقوهم.
وهكذا لاحق عباد المسيح الموحدين في كل مكان وفي كل زمان، حتى انتشر الظلام في جميع أرجاء المعمورة وكان لابد من رسول ودين جديد لأهل الأرض، فجاء نور الإسلام فبدد ظلمات الشرك والأوثان، وأرسى عقيدة توحيد الخالق المنزه عن الشريك والوالد والصاحبة والولد، فأرجع القلوب والأفئدة إلى التوحيد الذي هو دين الأنبياء جميعا من لدن آدم أبي البشر حتى ختام رسالات السماء بمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
ويقابل ذلك ما جاء في إنجيل يوحنا، منسوبا إلى المسيح -عليه السلام-: "وَهذه هِيَ الحيَاةُ الأبدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أنتَ الإِلهَ الحقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ المُسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ."(١٧/ ٣).
أولا: ما هي التعاليم التي تتفق فيها الكنيستان الشرقية (الأرثوذكسية) والتقليدية (الكاثوليكية) والتعاليم التي تختلفان فيها؟
أولًا- الاتفاقات هي:
(١) قبول تعاليم القوانين الثلاثة الأولى المسكونية، أي الرسولي والنيقوي والأثناسي، ما عدا كلمة "والابن" التي أضافها الغربيون على قانون الإيمان النيقوي، وكذلك كلمة "والابن" في القانون الأثناسي.
(٢) التعاليم الآتية التي نشأت بعد نشر القوانين المسكونية (وهي مرفوضة عند