السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيا عليه" متى (٣: ١٦).
فروح الله أو الروح أو الروح القدس الواردة في النصوص السابقة لاشك أن المقصود بها غير عيسى، والمقصود بذلك عند النصارى: الأقنوم الثالث (الروح القدس). والذي هو غير عيسى؛ مما يبطل كل شبههم التي يحاولون من خلالها تأليه عيسى استنادًا إلى كتاب الله القرآن العظيم منطلقين من إنزال بعض معتقداتهم الفاسدة على قوله تعالى:{وَرُوحٌ مِنْهُ} أو "روحنا" ومخفين بعضًا.
ثالثا: معجزات عيسى - عليه السلام - التي ذكرت في القرآن والتي استدلوا بها على أن في القرآن ما يدل على ألوهية المسيح.
وبداية قد سبق الجواب عن شبه الاستدلال بالمعجزات على الألوهية عمومًا وحسبنا هنا أن نشير إلى ما يدفع الاستدلال بالقرآن على هذا.
أولًا: إحياء الموتى: ذكر القرآن الكريم معجزات عدة لإحياء الموتى إنعامًا من الله على بعض رسله وإجابة لدعواتهم وتأييدًا لهم وتحديًا لأعدائهم من ذلك:
١ - أَخْذ إبراهيم - عليه السلام - للطيور الأربعة بأمر الله له بعد دعائه الله أن يريه كيف يحيى الموتى، وتمزيقه لهن وتفريقه لأجزائهن على كل جبل منهن جزءا، ثم دعوته لهن أن يأتينه، فأتينه سعيًا، يقول تعالى: {وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَال أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَال بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَال فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠)} [البقرة: ٢٦٠].
فهل حدوث هذه العجزة على يد إبراهيم - عليه السلام - الذي هو أب لعيسى - من خلال القرآن ومن خلال الأناجيل - مسوغ لاتخاذ إبراهيم إلهًا؟
٢ - إلقاء موسى لعصاه الجماد التي لا روح فيها، ثم تحولها إلى ثعبان عظيم عند فرعون والملأ من قومه.