للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ذلك بعد الإسلام، كان الرؤساء وأهل الثروة يميلون إلى تعدد الزوجات في بلاد يزيد فيها عدد النساء عن عدد الرجال توسعًا في التمتع، وكانت البلاد العربية مما تجري فيها هذه العادة لا إلى حد محدود، فكان الرجل يتزوج من النساء ما تسمح له أو تحمله عليه قوة الرجولة وسعة الثروة للإنفاق عليهن وعلى ما يأتي له من الولد.

٢ - وعندما جاء الإسلام وأشرق فجره على العرب، كان بعض العرب تحته عشرُ نسوة وقد أسلم غيلان -رضي اللَّه عنه-، وعنده عشرُ نسوة، فأمره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بإمساك أربعٍ منهن ومفارقة الباقيات، فسبب الإكثار من الزوجات إنما هو الميل إلى التمتع بتلك اللذة المعروفة وبكثرة النساء، وكان العرب قبل البعثة في شقاق وقتال دائمين والقتال إنما كان بين الرجال، فكان عدد الرجال ينقص بالقتل؛ فيبقى عدد كثير من النساء بلا أزواج، فمن كانت عنده قدرة مالية وبدنية وأراد التمتع بأكثر من واحدة فعل من غير حرج ولا عدد معين.

٣ - وكان العرب ينكحون بالاسترقاق، ولكن لا يستكثرون من ذلك، بل كان الرجل يأخذ السبايا؛ فيختار منهن واحدة، ثم يوزع على رجاله ما بقى منهن واحدة واحدة.

٤ - ثم جاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحال الرجال مع النساء كما ذكرنا لا فرق بين متزوجة وسرية في المعاملة، ولا حد لما يبتغي الرجل من الزوجات، فأراد اللَّه أن يجعل في شرعه رحمة للنساء وتقريرًا لحقوقهن، وحكمًا عدلًا يرتفع به شأنهن وليس الأمر كما يقول الكتبة الأوربيين أن ما كان عند العرب عادة جعله الإسلام دينًا، وإنما أخذ الافرنج ما ذهبوا إليه من سوء استعمال المسلمين لدينهم وليس له مأخذ صحيح منه. (١)

[الغرب وتعدد الزوجات.]

أ - إن المجتمعات الغربية تجهل حكم الإسلام فيما يتعلق بالمرأة عامة وبتعدد الزوجات خاصة، وهذه هي مارجريت ماركوس الأمريكية؛ والتي كانت يهودية ثم


(١) تعدد الزوجات في الأديان (١٨، ١٩)، وانظر المؤامرة على المرأة المسلمة للدكتور السيد فرج (١٧٨)، ومكانة المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية (١٩٣، ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>