للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نستبعد أن يكون كليم الله هو صاحب هذا الكلام. (١)

[ثالثا: الخطأ أو الشك في مكان دفن إبراهيم - عليه السلام -.]

موضع الخطأ أو الشك: أن سفر التكوين يروي أن سيدنا إبراهيم - عليه السلام - إنما قد دفن -كذا سارة- في مغارة المكفيلة، وقد دار حول ذلك شك كبير.

بيانه: لأنه منذ القرن الثامن عشر، وحتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، لم يكن لإبراهيم وذريته مقام في غير الجنوب، عند جيرار، أو ورائها جنوبًا ولم يكن لإبراهيم مقام في حبرون ومن ثم فإن الدكتور كامبل إنما يرجح أن إبراهيم لم يدفن في مغارة المكفيلة بحبرون، على مقربة من أورشليم، ولكن الذين انتسبوا إليه تعلقوا بذكرى هذا المدفن، لتسويغ دعواهم في مملكتهم (يهوذا). (٢)

رابعًا: الخطأ في مجموعة من التواريخ والأسماء

موضع الأخطاء: أن سفر دانيال إنما يروي أن الملك (بيلشاصر) بن (نبوخذ نصر) أقام وليمة استعمل فيها أواني الذهب والفضة التي أخذها أبوه من هيكل أورشليم عند استيلائه على المدينة المقدسة في عام ٥٨٧ ق. م، ثم أنس الملك يدًا بشرية تخط على جدران قصره كتابة مستعجمه، فوجل قلبه، واصطكت ركبتاه، فأشارت عليه الملكة أن يفزع إلى دانيال، قائلة (إن الملك نبوخذ نصر أبوك، جعله كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين).

وجاء دانيال إلى الملك البابلي هادرًا يعنف به؛ لأنه احتسى الخمر في الآنية المجتلبة من هيكل أورشليم، وقال: إن هذا الخط السحري المتوهج على الجدار ويقرأ هكذا (منا منا تقيل وفرسين)، ثم شرع يفسر هذا بقوله: (منا أحصى الله ملكوتك وأنها)، تقيل: وزنت بالموازين فوجدت ناقصًا، فرس: قسمت مملكتك لمادي وفارسى).

ويستطرد سفر دانيال في روايته (في تلك الليلة قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين، فأخذ المملكة داريوس المادي وهو ابن اثنين وستين سنة) (دانيال: ٥/ ١ - ٣١)


(١) بنو إسرائيل الحضارة التوراة والتلمود ٢٢٢ - ٢٢٣
(٢) بنو إسرائيل الحضارة التوراة والتلمود ٢٢٣ - ٢٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>