والسؤال: كيف توفاه الله ورفعه؟ ، وفي الآية دليل على مسألة الصلب.
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: بيان المعاني التي ذُكرت في الوفاة.
الوجه الثاني: الرد على من قال بأن الوفاة في الآية بمعنى الموت.
الوجه الثالث: بطلان قضية الصلب.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: بيان المعاني التي ذكرت في الوفاة.]
أولًا: الوفاة بمعنى: المنية، والوفاة: الموت، وتُوفي فلان، وتوفاه الله إذا قبض نفسه أو روحه، وقيل: توفي: استيفاء مدته التي وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا، وتوفيت المال منه واستوفيته: إذا أخذته كله، وتوفيت عدد القوم: إذا عددتهم كلهم، وأنشد أبو عبيدة كمنظور الوبري:
إن بني الأدرم ليسوا من أحد ... ولا توفاهم قريش في العدد
أي: لا تجعلهم قريش تمام عددهم ولا تستوفي بهم عددهم؛ ومن هذا قول الله - عز وجل -: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} أي: يستوفي مدد آجالهم في الدنيا، وقيل: يستوفي تمام عددهم إلى يوم القيامة، وأما توفي النائم فهو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام.
قال الزجاج في قول الله - عز وجل -: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} قال: هو من توفية العدد أي: يقبض أرواحكم أجمعين فلا ينقص واحد منكم؛ كما تقول: قد استوفيت من فلان وتوفيت منه مالي عليه، تأويله: أي لم يبق عليه شيء.
وأما الموافاة: فهي مأخوذة من قولك: أوفيته حقه ووفيته حقه ووافيته حقه؛ كل ذلك