للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة النحل]

[شبهة: الإكراه على الكفر.]

[نص الشبهة]

يقولون: جاء في سورة النحل قول الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: ١٠٦]، وقد نزلت في عمار بن ياسر - رضي الله عنه -؛ وذلك لأن المشركين أخذوه وأباه وأمه وغيرهم فعذبوهم وقتلوا أباه وأمه، وأما عمار فوافقهم وكفر بمحمد وقلبه كاره، فأتى عمارُ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي، فقال له محمد: كيف وجدت قلبك؟ قال: مطمئنًا بالإيمان، فجعل النبي يمسح عينيه وقال: "إن عادوا فعد لهم بما قلت"، يعني: يجوز الكفر باللسان إذا كان في القلب الإيمان؟

وهذا تعليم فاسد، فهل يرضى الله بالشرك به باللسان؟ وهل من الأمانة أن يُزَوِّرَ الإنسانُ في عقيدته وينكر إلهه في سبيل إرضاء الناس؟

قال المسيح: لَا تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. . . وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ الله. (متى ١٠/ ٢٨، ٣٣).

والجواب من وجوه:

الوجه الأول: معنى الآية وسبب النزول.

الوجه الثاني: التفصيل في مسألة الإكراه على الكفر.

الوجه الثالث: الحكمة من جواز التلفظ بكلمة الكفر مع اطمئنان القلب بالإيمان.

الوجه الرابع: بيان الكفر البواح في الكتاب المقدس خاصةً مع الأنبياء.

وإليك التفصيل،

<<  <  ج: ص:  >  >>