(٢) البخاري (٢٨٥٩)، (٥٠٩٥)، ومسلم (٢٢٢٦). (٣) مسلم (٢٢٢٧). (٤) البخاري (٥٧٥٦)، (٥٧٧٦)، ومسلم (٢٢٢٤). (٥) الطيرة: بكسر المهملة، وفتح التحتانية، وقد تسكن، هي التشاؤم بالشين، وهو مصدر تطير مثل تحير حيرة، قال بعض أهل اللغة: لم يجئ من المصادر هكذا غير هاتين، وتعقب بأنه سمع طيبة، وأورد بعضهم التولة وفيه نظر، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر، فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير؛ ليطير فيعتمدها، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك، وكانوا يسمونه السانح بمهملة ثم نون، ثم حاء مهملة، والبارح، بموحدة وآخره مهملة، فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك، والبارح بالعكس، وكانوا يتيمنون بالسانح، ويتشاءمون بالبارح؟ لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه، وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه، وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له؛ إذ لا نطق للطير ولا تمييز، فيستدل بفعله على مضمون معنى فيه، وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله، وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير، ويمتدح بتركه، قال شاعر منهم: ولقد غدوت وكنت لا أغدو على واقٍ وحاتم فإذا الأشائم كالأيا من والأيامن كالأشائم. وقال آخر: الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال وكان أكثرهم يتطيرون، ويعتمدون على ذلك، ويصح معهم غالبًا لتزيين الشيطان ذلك، وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين. (٦) البخاري (٥٧٥٤، ٥٧٥٥)، ومسلم (٢٢٢٣).