هل الجلد مصدر الإحساس بالألم، أم أن مركز الإحساس هو الجهاز العصبي؟
وقد استخدم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الكي بالنار مع بعض الصحابة، فقد ثبت أنه كوى سعد بن معاذ وأُبي بن كعب (١) ليرقأ الدم، فهذا يدل على أن الإحساس ليس في الجلد ولو كان ذلك كذلك لما فعله مع صاحبه سعد، وقد استخدم الصينيون العلاج بالإبر الصينية حيث يضعونها في أماكن خالية من الخلايا العصبية، إذن العلم يقول: إن الجهاز العصبي هو مركز الإحساس ومحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- يأتي بقرآن يقول: إن الإحساس إنما هو في الجلد كما في الآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}(النساء: ٥٦).
فكيف يستقيم ذلك مع العلم الحديث؟ !
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: معنى الآية إجمالًا.
الوجه الثاني: أقوال العلماء في كيفية تبديل الجلود وعلاقتها بالإحساس بالألم.
الوجه الثالث: الجانب الطبي حول مصدر الإحساس.
وإليك التفصيل،
الوجه الأول: معنى الآية إجمالًا.
قال الطبري: هذا وعيد من اللَّه جل ثناؤه للذين أقاموا على تكذيبهم بما أنزل اللَّه على محمد من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر الكفار وبرسوله؛ يقول اللَّه لهم: إن الذين جحدوا ما أنزلت على رسولي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- من آياتي؛ يعني: من آيات تنزيله ووحي كتابه
(١) رواهما مسلم عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه ولفظه: "رُمِيَ أُبَيٌّ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى أَكْحَلِهِ فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٤٠٨٩)، وعن جابر بن عبد اللَّه أيضًا قَالَ: "رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ قَالَ فَحَسَمَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَدِهِ بِمِشْقَصٍ ثُمَّ وَرِمَتْ فَحَسَمَهُ الثَّانِيَةَ" (٤٠٩٠).