قلت: فبولس يؤكد أن الصلاة (الجثو على الركبتين)، إنما هي للآب فقط، لأنه منه وحده يستمد كل شيء، اسمه ووجوده، كما أنه بيده تعالى قلوب العباد، ومنه تعالى الثبات والتوفيق والهداية التي ينزلها على من يشاء بواسطة الملائكة والمسيح، فالمسيح هو مجَرَى الفيض وواسطة المدد فحسب، لذا فالتسبيح والمجد لله تعالى المعطي والمفيض، ويا ليت النصارى يأخذون بهذا ويكفون عن عبادة المسيح، والجثو للصلبان والتماثيل!
٣ - ويقول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (١/ ٣ - ٤ و ٩ - ١٠): "تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل عزاء، فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنستطيع، بما نتلقى نحن من عزاء من الله أن نعزي الذين هم في آية شدة كانت. . . لئلا نتكل على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات، فهو الذي أنقذنا من أمثال هذا الموت وسيُنقِذُنا منه: وعليه جَعَلْنَا رجاءَنا بأنه سينقذنا منه أيضًا." ثم يقول في لفس الرسالة أيضًا: "وإن الذي يثبتنا وإياكم للمسيح، والذي مسحنا، هو الله، وهو الذي ختمنا بختمه وجعل في قلوبنا عربون الروح. . الشكر لله الذي يستصحبنا دائما أبدا في نصرِهِ بالمسيح وينشر بأيدينا في كل مكان شذى معرفته. ."
القسم الثالث: أقوال بولس الصريحة الواضحة في أن الله تعالى إله المسيحِ وخالقه وسيدُهُ، وأن المسيحَ عبدٌ مخلوقٌ خاضعٌ لسلطان الله، وهذا في مسائل:
الأولى: أن المسيح عليه السلام مخلوق لله وقد جاء واضحا في رسالة بولس إلى أهل قولسي (أو كولوسي)(١/ ١٥) حيث قال يصف المسيح: "الَّذِي هُوَ صُورَةُ الله الذي لا يرى بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ."
فها هو قد وصف المسيح بأنه "بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ" وهذا تصريح بأن المسيح هو باكورة