للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَرْضُ}، ويراد بها أرض مكة: {كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ}، ويراد بها أرض المدينة: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً}، ويراد بها أرض الإسلام: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}، ويراد بها أرض التيه: {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}، ويراد بها الأرضون السبع: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ}، ويراد بها أرض مصر: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ}، ويراد بها أرض الحجر: {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ}، ويراد بها القلب: {فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}، ويراد بها أرض الغرب: {مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}، ويراد بها الجنة: {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا} (١).

[الوجه العاشر: القرآن ما زال به معجزات لم يكشف عنها.]

١ - إن الصحابة علموا معجزات في القرآن فيكون ذلك بمثابة سببًا لتثبيتهم وزيادة إيمانهم، واللَّه لا يَحرم مَنْ يأتي بعدهم من أن يطلعهم على معجزات أخرى لتثبيتهم وزيادة إيمانهم أيضًا كما كان للصحابة؛ قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)} (فصلت: ٥٣).

قال د/ زغلول النجار: ومن عادة القرآن الكريم أنه يشير إلى الحقائق الكونية بصياغة ضمنية يفهم منها أهل كل عصر معنًى محددًا تحكمه كمية المعارف المتاحة لأهل هذا العصر، وتظل هذه المعاني للآية الواحدة تتسع باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، وهذا من أبلغ آيات الإعجاز العلمي في كتاب اللَّه، خذ مثلًا موضوع الجبال وحركتها ودلالة هذه الحركة على حركة الأرض كما وردت في الآية (٨٨) من سورة النمل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} فسر بعض الأقدمين هذه الآية على أنها تشير إلى الحركة التي تقع على الجبال يوم القيامة، بينما فسرها آخرون بأنها تتحرك الآن لكننا لا ندرك حركتها لضخامتها، حاليًا يمكننا تفسير الآية المذكورة على أنها تشير إلى الحركات التي تقوم بها الأرض حول نفسها وحول


(١) المدهش (١/ ٢٤): باب الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>