فلو لم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - من الصديقين لأهلك الرب طريقه، ورذله، وأباد ذكره من الأرض، وكسر سواعده، وأفناه كالدخان، لكنه لم يفعل شيئًا منها، فكان محمد - صلى الله عليه وسلم - من الصديقين، والمحاربون كثير، والوقت قريب فسوف يعلمون {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء: ٢٢٧] ولا يقدرون على نقضه ألبتة كما وعد الله {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[التوبة: ٣٢] أي دين الإسلام {بِأَفْوَاهِهِمْ} أي بأقوالهم الباطلة {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} أي مبلغه غايته {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} أي اليهود والنصارى والمشركون، ولنعم ما قيل:
ألا قل لمن ظل لي حاسدًا ... أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله ... لأنك لم ترض لي ما وهب (١).
[الوجه السادس: الثمرات التي أتى بها محمد - صلى الله عليه وسلم -]