١ - القرآن ذكر أن الغراب علَّم القاتل كيف دفن أخاه، والتوراة لم تذكر ذلك، وذلك من خرافات اليهود القديمة، وهل يعقل أن القاتل كان يجهل مثل هذا الأمر مدة حياته ولم ير طيرًا أو حيوانًا يوارى في التراب فيفعل مثله؟
٢ - زعموا أن القرآن ذكر اسم ابني آدم - عليه السلام - وهما قابيل وهابيل والتوراة ذكرت قابين وهو الأصل، على أن القرآن يراعي السجع؛ والسجع مقدم عنده على الحقائق.
٣ - زعموا أن القرآن مقتبس من التوراة، فالقصة ثابتة قي التوراة اقتبسها القرآن وأضاف عليها؛ إذن القرآن لم يأت بجديد.
والجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: لا يجوز الاحتجاج بالتوراة والإنجيل على القرآن لأمور.
الوجه الثاني: القرآن ذكر قصة الغراب واضحة وصريحة فلا حجة للمنكر.
الوجه الثالث: القرآن لم يذكر اسمي ابني آدم - عليه السلام -.
الوجه الرابع: أمر حدث لأول مرة وهو القتل فترتب عليه احتياجه لدفنه، وما كان يعلم ذلك قط فأرسل الله الغراب يُعلم القاتل ما يفعل بالمقتول.
الوجه الخامس: الحكمة من بعث الله الغراب واختصاصه عن الطير.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: لا يجوز الاحتجاج بالتوراة والإنجيل على القرآن لأمور كما تقدم.
الوجه الثاني: القرآن ذكر قصة الغراب واضحة وصريحة فلا حجة للمنكر.
والقصة كلها كما في سورة المائدة قال تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: ٢٧].