للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. ٢٩ وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ."

وفي نفس الإنجيل (١٥: ٢٦ - ٢٧):

"٢٦ "وَمَتَى جَاءَ الْمَعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. ٢٧ وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ."

وفي نفس الإنجيل أيضا (١٦: ٧ - ١٤):

"٧ لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لَا يَأْتِيكُمُ الْمَعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. ٨ وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وعَلَى دَيْنُونَةٍ: ٩ أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِي. ١٠ وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلَا ترَوْنَنِي أَيْضًا. ١١ وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.

١٢ "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. ١٣ وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ؛ لأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ؛ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ١٤ ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ."

ففي هذه النصوص يتحدث المسيح - عليه السلام - عن صفات الآتي بعده، فمن هو هذا الآتي؟

أولًا: البارقليط عند النصارى:

لقد اختلف النصارى في (الفارقليط) في لغتهم فذكروا فيه أقوالًا ترجع إلى ثلاثة:

الأول: أنه الحامد والحماد أو الحمد، . . .، ورجحت طائفة هذا القول.

والثاني: وعليه أكثر النصارى أنه المخلص والمسيح نفسه يسمونه المخلص.

قالوا: وهذه كلمة سريانية ومعناها المخلص قالوا: وهو بالسريانية فاروق فجعل (فارق)، قالوا و (ليط) كلمة تزاد، ومعناها كمعنى قول العرب: رجل هو، وحجر هو، وفرس هو، قالوا: فكذلك معنى (ليط) في السريانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>