فمنها التشبيه بالبشر في الشكل والصورة، ومنها التشبيه بالبشر في الأفعال، ومنها وصفه بصفات العجز والجهل، ومنها نسبة الأوامر الغريبة لله - تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا -.
أولًا: التشبيه بالبشر في الشكل والصورة
يتحدث سفر التكوين عن خلق الله الإنسان على صورته وشبهه" وَقَال الله: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" (التكوين ١/ ٢٦).
وتتحدث النصوص عن صور التشابه كما رسمها كتبة العهد القديم، ومن ذلك ما جاء في رؤيا دانيال أن له رأسًا، شعره أبيض "وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لِهَيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ." (دانيال ٧/ ٩).
ثانيًا: أفعال الإله البشرية
وتحكي أسفار العهد القديم عن أفعال بشرية تنسبها إلى الله، وهي فرع من عقيدتهم المجسِّمة لله:
١ - ومن ذلك أن الله يمشي، ولكن على شوامخ الجبال "فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ" (ميخا ١/ ٣).
٢ - ويزور الربُ إبراهيمَ - تعالى الله عن ذلك - ويأكل عنده زبدًا ولبنًا "وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلَاثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ، وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم" (التكوين ١٨/ ١ - ٣٣).
٣ - ويذكر سفر التكوين أن الله رضي عن نوح وقومه بعد أن شم رائحة شواء المحرقات التي قدمها نوح على المذبح "وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى المُذْبَحِ، فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا." (التكوين ٨/ ٢٠ - ٢١).
٤ - ونقرأ في رؤيا حزقيال أن الله دخل الهيكل من باب، وأمر بإغلاقه إلى الأبد "فَقَال لِيَ الرَّبُّ: "هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لَا يُفْتَحُ وَلَا يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا."(حزقيال ٤٤/ ٢).