للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والماشية والصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرهما فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه، وأشار القاضي إلى نحو ما قاله الخطابي. والأظهر أنه عام في كل كلب، وكل صورة، وأنهم يمتنعون من الجميع لإطلاق الأحاديث، ولأن الجرو الذي كان في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت السرير كان له فيه عذر ظاهر؛ فإنه لم يعلم به، ومع هذا امتنع جبريل - عليه السلام - من دخول البيت، وعلل بالجرو، فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب لا يمنعهم لم يمتنع جبريل. والله أعلم (١).

[٦ - شبهة امتحان خديجة للوحي]

[نص الشبهة]

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يعرف من يأتيه، واستُدل على ذلك بامتحان خديجة للوحي عن طريق خلع خمارها كما في الحديث، قالت: "قلت: يا رسول الله يا ابن عمي، هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به؟ فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم يا خديجة، قالت خديجة: فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء، فقلت له: قم فاجلس على فخدي الأيمن فقام فجلس على فخدي الأيمن، فقلت له: هل تراه؟ قال: نعم، فقلت له: تحول فاجلس على فخدي الأيسر فجلس، فقلت: هل تراه؟ قال: نعم، فقلت له: فتحول فاجلس في حجري فجلس، فقلت له: هل تراه؟ قال: نعم، قالت خديجة: فتحسرت وطرحت خماري، وقلت له: هل تراه؟ قال: لا، فقلت له: هذا والله ملك كريم لا والله ما هذا شيطان، قالت خديجة: فقلت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي بن قصي ذلك كما أخبرني به محمد رسول الله، فقال ورقة: حقًا يا خديجة". (٢)

الجواب على ذلك من وجوه

الوجه الأول: الحديث لا يصح. (٣)


(١) شرح النووي ١٤/ ٨٤.
(٢) انظر: سيرة ابن إسحاق (١/ ١١٣)، الطبري في التاريخ (١/ ٥٣٣)، الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٨٧)، البيهقي في الدلائل (٢/ ١٥١).
(٣) أخرجه ابن إسحاق في السيرة (١/ ١١٣)، ومن طريقه الطبري في التاريخ (١/ ٥٣٣)، الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٨٧)، البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ١٥١)، كلهم من طريق إسماعيل بن أبي حكيم، والحديث فيه أكثر من علة، فيه:

<<  <  ج: ص:  >  >>