ولكن الكلام يناقض نفسه؛ ويقول وهو يتحدى من يدعون الخلق: بأنه خلق السماء أولًا قبل الأرض، وهذا يناقض كلامه السابق بأنه خلق الأرض أولًا ثم السماء: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (٣٢)} (النازعات: ٣٣ - ٢٧).
[الشبهة الثانية]
إن القرآن الكريم قال في عدة سور: إن الأرض والسموات خلقتا في ستة أيام، وفي سورة فصلت: إن أيام الخلق ثمانية.
قالوا: إنها هفوة بشرية، ونسيان، خرجوا من ذلك بأن قائل هذا الكلام هو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ وهذا هو هدفهم، تعالوا نناقش ماذا قال القرآن الكريم في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥٤)} (الأعراف: ٥٤)، وقال في سورة يونس: {نَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ