للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق لغة: السبيل، تذكر، وتؤنث، والطريق ما بين السكتين من النخل. (١)

حق الطريق في القرآن: قال الله -سبحانه الله- {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَال طُولًا (٣٧)} [الإسراء: ٣٧]. يقول -سبحانه وتعالى- ناهيًا عباده عن التجبر والتبختر في المشية: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي: متبخترًا متمايلًا مشي الجبارين {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} أي: لن تقطع الأرض بمشيتك {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَال طُولًا} أي: لن تقطع بتمايلك وفخرك وإعجابك بنفسك بل قد يجازي فاعل ذلك بنقيض قصده. (٢)

أو أن معناه لن تجعل فيها خرقًا بدوسك لها وشدة وطئك عليها، ويدل لهذا العنى قوله بعده (ولن تبلغ الجبال طولًا) أي أنت أيها المتكبر المختال: ضعيف حقير عاجز محصور بين جامدين! أنت عاجز عن التأثير فيهما، فالأرض التي تحتك لا تقدر أن تؤثر فيها فتخرقها بشدة وطئك عليها، فاعرف قدرك، ولا تمش في الأرض مرحًا. (٣)

وأيضًا قوله -سبحانه وتعالى-: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)} [لقمان: ١٩]، "واقصد في مشيك" أي: امشي مشيا مقتصدًا ليس بالبطيء المتثبط ولا بالسريع الفرط، بل عدلًا وسطًا بَيْنَ بَيْن. (٤)

حقوق الطريق في السنة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس". (٥) وعن أبي الوازع قال حدثني أبو برزة، قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به قال: "اعزل الأذى عن


(١) لسان العرب لابن منظور (١٠/ ٢٢٠).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٩/ ١١)، تفسير الطبري (٩/ ٨٨).
(٣) أضواء البيان للشنقيطي (٣/ ٥٣٨).
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١١/ ٥٨).
(٥) مسلم (١٩١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>