وهذه الشبهة تابعة لشبهة الوجه، ولكننا أردنا إفرادها برد؛ لأنها تحتاج إلى توضيح.
فقد قالوا: يبزق في وجه الله:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَأَي نُخامةً في قِبْلَةِ المَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَال "ما بال أحَدِكُم يقوم مُسْتقبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أمَامَهُ، أَيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يُسْتَقْبلَ فَيُتَنَخَّعَ في وَجْهِهِ؟ فَإِذا تَنَخَّعَ أحدُكُم فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ فَإنْ لم يَجِد فليَقُل هَكَذَا". وَوَصَفَ القاسِمُ: فَتَفَلَ في ثَوْبِهِ ثم مسح بعْضَهُ على بَعض". (١)
والجواب عنها من وجوه:
[الوجه الأول: كل ما جاء في خيالك فالله بخلافه.]
[الوجه الثاني: المعني الصحيح للحديث.]
الوجه الثالث: أن الإسلام قد راعى الأدب في عبادة العبد ربه.
الوجه الرابع: عقوبة من بصق تجاه القبلة.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: كل ما جاء في خيالك فالله بخلافه.]
فما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى لا يجب على المسلم أن يصور ذلك في خياله ويحكيه على أساس أنه هو المقصود من الكلام.
فما تخيله هؤلاء الجاهلون عن الله من خلال هذه النصوص هو محض افتراء على الله؛ لأنه ليس هو ما قصدوه هم. وذلك أنه لا يستطيع أحد أن يصف الله في ذاته؛ فكيف يكيفه في أفعاله؟ والقول في الصفات كالقول في الذات.