للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتب أقدمها في حياة المسيح، ولا عقب رفعه مباشرة، أو حتى بعد ذلك ببضع سنين، لكنه كتب بعد ٣٥ عامًا مضت منذ رفع المسيح. (١)

[أسباب تأخر كتابة الأناجيل]

أن المسيحيين الأوائل لم يكونوا - أو حتى الغالبية العظمى منهم - طائفة مثقفة أو متعلمة ... لكن وضعهم نجده حسب قول بولس: "لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءَ حَسَبَ الجسَدِ، لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءَ، لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ، ٢٧ بَلِ اخْتَارَ الله جُهَّال الْعَالمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ." (كورنثوس "١" ١/ ٢٦ - ٢٧).

أن الفترة الأولى من عملية التبشير بالإنجيل كانت الحاجة هي نقل التعاليم الدينية شفاها.

ثمن التكاليف والمواد الازمة للكتابة، حيث كان معظم المسيحيين الأوائل من المُعْدَمين.

تفشي فكرة المجيء الثاني للمسيح إلى الأرض في مجده. فإذا كانت نهاية كل شيء وشيكة، وإذا كان أي يوم هو الأخير، فمن الواضح أن أولئك الذين اشتركوا في مثل هذه الأفكار، لابد وأن يفتقدوا المزاج النفسي لكتابة سجلات الماضي.

الصعوبة في جمع البيانات والمعلومات اللازمة للكتابة. إذ يحق لنا أن مسألة: كيف يجد المسيحي العادي في الفترة المبكرة من حياة الكنيسة (التي اتسمت بالاضطهاد والاضطراب) من الوقت ما يمكنه من جمع المعلومات عن حياة المسيح؟ . (٢)

وكانت النتيجة كما وردت على لسان الدكتور فريدريك جرانت: "لم يبق من التعاليم والعقائد إلا فكرة باهتة لوجهة النظر العامة بالإضافة إلى الأقوال المبعثرة التي غالبًا ما تكون غير المتن الأصلي".

وبهذا تأخرت الكتابة، وبهذا تبدلت الكتابة وتحرفت، وضاع النص الأصلي، وانقطع السند. (٣)

اللغة الأصلية التي كتب بها العهد الجديد:


(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (ص ٤٧).
(٢) المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (٤٨ - ٤٩).
(٣) الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>