للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث: المصادر الوثنية القديمة للعهد الجديد]

تمهيد:

بعدما ثبت للمحققين عدم إلهامية الأناجيل والرسائل، وكذب الدعوى التي يروجها النصارى أن هذه الأناجيل إنما هي وحي الله الذي صاغه بعض البشر بعباراتهم وأساليبهم بعد أن ألهمهم روح القدس ما كانوا يكتبونه، تساءل المحققون عن مصدر هذه الأناجيل وعن علاقة مواد بعضها ببعض، وقدمت عدة نظريات للكشف عن هذا الأمر غاية ما يهمنا هنا الآن هو أن نثبت أن الوثنيات القديمة كانت مرجعًا مهمًا للإنجيليين وهم يصوغون قصتهم عن المسيح، خاصة تلك الأجزاء التي لم يشهدوها، كتلك المتعلقة بولادة المسيح أو صلبه المزعوم ومحاكمته.

فقد نقل المحققون عن علماء تاريخ الديانات أوجه شبه كثيرة التقت فيها روايات الأناجيل مع أقوال الوثنيات البدائية - التي سبقت وجود المسيحية بقرون طويلة - عن آلهتهم المتجسدة. (١)

أولًا: التثليث.

[١ - عند الوثنيين]

قال موريس: (٢) كان عند أكثر الأمم البائدة الوثنية تعاليم دينية جاء فيها القول باللاهوت الثالوثي؛ أي أن الإله ذو ثلاثة أقانيم.

وقال (دوان): (٣)

إذا أرجعنا البصر نحو الهند نرى أن أعظم وأشهر عباداتهم الاهوتية هو التثليث أي القول بأن الإله ذو ثلاثة أقانيم. ويدعون هذا التثليث بلغتهم (ترى مورتي)، وهي جملة مركبة من كلمتين سنسكريَّتين: أما (ترى) فمعناها: (ثلاثة)، و (مورتي) معناها: (هيئات) أو أقانيم، وهي (برهما وفشنو وسيفا) ثلاثة أقانيم غير منفكة عن الوحدة، وهي: الرب


(١) انظر: هل العهد الجديد كلمة الله؟ (٧٧ - ٨١).
(٢) العادات الهندية (٣٥).
(٣) خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها في الأديان الأخرى (٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>