للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ في الجْاهِلِيَّةِ تَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الحوْلِ". (١)

[الوجه السابع: فوائد الكحل.]

قال ابن القيم: وَفِي الْكُحْلِ حِفْظٌ لِصِحّةِ الْعَيْنِ وَتَقْوِيَة لِلنّورِ الْبَاصِر وَجَلَاءٌ لَهَا وَتَلْطِيفٌ لِلْمَادّةِ الرّدِيئَةِ وَاسْتِخْرَاجٌ لَهَا مَعَ الزّينَةِ فِي بَعْضِ أدوَاعِهِ وَلَهُ عِنْدَ النّوْمِ مَزِيدُ فَضْلٍ لاشْتِمَالِهَا عَلَى الْكُحْلِ وَسُكُونِهَا عَقِيبَهُ عَنْ الحْرَكَةِ المُضِرّةِ بِهَا وَخِدْمَةِ الطّبِيعَةِ لها وَللْإِثْمِدِ مِنْ ذَلِكَ خَاصّيّةٌ. وَفِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ" عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ فَإِنّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشّعْرَ وَفِي "كِتَابِ أَبِي نُعَيْمٍ": فَإِنّهُ مَنْبَتَةٌ لِلشّعْرِ مَذْهَبَةٌ لِلْقَذَى مَصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ وَفِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ" أَيْضًا: عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - يَرْفَعُهُ خَيْرُ أَكْحَالِكُمْ الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشّعْرَ (٢).

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر وينبت الشعر" (٣).

الإثمد: وهو المعروف بالكحل العربي وأصله حجر الإثمد يدق ناعما حتى يصير كالذور بعد أن يضاف إليه بعض بذور الزيتون ويحمى على الحجر حتى يتفحم بذر الزيتون ولهذه الغاية يوضع داخل نصف ليمونة، ينبت الشعر: أي شعر الجفون.

وهو دواء ما زال يستعمل لعلافي العديد من أنواع ضعف البصر وخصوصا ما كان في الشبكية.

[الوجه الثامن: أنواع من الزينة مباحة للرجال في الكتاب المقدس.]

في سفر الرؤيا (٣: ١٨): أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وثيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلا يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ.

* * *


(١) البخاري (٥٠٢٤)، ومسلم (١٤٨٨).
(٢) زاد المعاد ٤/ ٢٥٧.
(٣) رواه النسائي (٥١١٣)، وأبو داود في السنن (٤٠١٦)، وابن ماجه (٣٤٩٧)، وأحمد في مسنده ١/ ٢٣١ من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم وصححه الألباني في المشكاة (١٦٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>