للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الذبيح إسماعيل عليه السلام، لما استطاعوا أن يربطوا بين الحادثين، ولما تمكن بولس اليهودي ذو الثقافات الوثنية تدعيم عقيدة الصلب والفداء التي استقاها من الديانات الوثنية، فليس هناك اتصال بين إسماعيل وبين المسيح عليه السلام من النسب، من أجل ذلك تمسك النصارى بما نادى به اليهود وتابعوهم في ادعائهم بأن الذبيح إسحاق عليه السلام.

وأخيرًا:

فإننا كمسلمين نؤمن بنبوة كل من سيدنا إسماعيل عليه السلام وسيدنا إسحاق عليه السلام، ونوقن بأنهما نبيان من كرام الأنبياء، ورسولان من خيار الرسل الذين اصطفاهم الله سبحانه من خلقه، وفضلهم على كثير من عباده، وهما ابنان باران، وولدان عزيزان على أبيهما وأبي الأنبياء إبراهيم عليهم جميعًا وعلى نبينا سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلوات وأزكى التسليمات {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}.

[الوجه الثاني: اختلاف المسلمين في تعيين الذبيح، وبيان سبب منشأ الخلاف]

إذا كان أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد أجمعوا على أن الذبيح هو إسحاق، وسوف يتبين لنا فساد قولهم وتناقضه من خلال نصوصهم، فإن علماء المسلمين قد اختلفوا في تعيين الذبيح من ولدى الخليل إبراهيم عليه السلام، أهو إسماعيل أو هو إسحاق؟ عليهم جميعا وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

فذهب فريق منهم إلى أنه إسحاق عليه السلام، ومن أبرز هؤلاء: الطبري (١)، والقرطبي (٢).

وذهب فريق آخر إلى أنه إسماعيل عليه السلام، ومن أبرز هؤلاء: ابن تيمية (٣)، وابن القيم (٤)، وابن كثير (٥)، وهو قول الجمهور.


(١) جامع البيان ٢٣/ ٨٥.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ١٠٠.
(٣) مجموع الفتاوى ٤/ ٣٣٥.
(٤) زاد المعاد ١/ ٧٠، إغاثة اللهفان انظر ٢/ ٤٨٠ وما بعدها.
(٥) تفسير القرآن ١٢/ ٤٣ قصص الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>