للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - شبهة: ادعاؤهم أن النبي محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان على دين قومه.]

[نص الشبهة]

يقولون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان على دين قومه.

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: حفظه وعصمته - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة.

الوجه الثاني: شبهاتهم التي اعتمدوا عليها.

الوجه الثالث: سياق الأحاديث التي توهموا أن فيها دلالة على كونه - صلى الله عليه وسلم - كان على دين قومه.

وإليك التفصيل

الوجه الأول: حفظه وعصمته - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة (١).

نص العلماء على حفظ الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وعصمته له قبل البعثة، وبوبوا عليه في تصنيفاتهم.

قال البيهقي: باب ما جاء في حفظ الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - في شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعائبها، لما يريد به من كرامته برسالته حتى بعثه رسولًا.

وقال ابن إسحاق: فشب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يكلؤه الله عز وجل ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ومعائبها، لما يريد به من كرامته ورسالته، وهو على دين قومه، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقًا، وأكرمهم مخالطًة، وأحسنهم جوارًا، وأعظمهم خَلْقًا، وأصدقهم حديثًا، وأعظمهم أمانةً، وأبعدهم من الفحش، والأخلاق التي تدنس الرجال، تنزهًا وتكرمًا، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين، لما جمع الله تعالى فيه من الأمور الصالحة. (٢)

قال ابن حزم: فإن قال قائل: أيجوز أن يكون نبي من الأنبياء عليه السلام يأتي معصية قبل أن يتنبأ؟

قلنا: لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما، إما أن يكون متعبدًا بشريعة نبي أتى قبله، كما كان عيسى عليه السلام، وإما أن يكون قد نشأ في قوم درست شريعتهم ودثرت، ونسيت كما في بعثة - صلى الله عليه وسلم - في قوم


(١) انظر بحث (عصمة الأنبياء) من هذه الموسوعة.
(٢) السيرة النبوية لابن إسحاق ١/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>