للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جديدة يحتاج إلى قوة تثبته وتحفظ وجوده ونموه في الحياة الروحية.

وهوس مقدس به ينالون ختم موهبة الروح القدس.

[تعريف كلمة الميرون]

هي كلمة يونانية معناها "طيب" وتطلق في الاصطلاح الكنسي على المزيج السائل المركب من نحو ٣٠ صنفا من أصناف الطيوب والعطور كالمر والعود والسليخة وقصب الذريرة وعود اللبان.

أسماؤه: ويطلق عليه أيضا "وضع الأيادي" لأن الرسل كانوا يتممونه في العصر الأول بوضع الأيادي على المعتمدين، ويسمى أيضًا "مسحة سرية -وسر المسحة- ومسحة الخلاص".

تأسيسه: يدعي النصارى أن يسوع هو الذي أسس هذا السر عندما قال: : "إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيقبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. ٣٨ مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَال الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ". ٣٩ قَال هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لم يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ" (يوحنا ٧/ ٣٧ - ٣٩).

وقت تطبيق هذا السر: عند الأرثوذكس تمنح الكنيسة هذا السر بعد المعمودية حالًا. (١)

سابعًا: سر الكهنوت:

معنى الكهنوت: السر الذي يحصل به الإنسان على النعمة التي تؤهله لأداء رسالة المسيح بين البشر فيعين بين الكهنة، فهو خلافة رسولية أخذها الآباء الأولون عن الرسل أنفسهم، ويسلمونها لمن بعدهم، والرسل هم الذين أخذوا هذا السر المقدس من المسيح.

تأسيسه: يعتمد النصارى في تأسيس هذا السر على ما ورد في إنجيل متى: "١٨ الحقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تحلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ." (١٨/ ١٨).

معنى ذلك أن المسيحية تعطى للكهنة سلطة تشبه سلطة الإله، وتطلق يدهم بلا حدود في التحكم في مصائر الشعب، إذ تجعل قولهم ملزمًا يتبعه الناس، وتأسيسًا على ذلك:


(١) المصدر السابق (٤٧ - ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>