يقولون: يشهد القرآن بوجاهة المسيح في الدنيا والآخرة، فجاء في سورة آل عمران: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥)} [آل عمران: ٤٥].
ويقولون: جاء في تفسير الجلالين: {وَجِيهًا} ذا جاه {فِي الدُّنْيَا} بالنبوة {وَالْآخِرَةِ} بالشفاعة والدرجات العلا {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} عند الله.
فلماذا يخص القرآن المسيح بالوجاهة في الدنيا والآخرة؟
ويقولون: جاء في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}[السجدة: ٤]، فلماذا لم يعط الله سلطانًا لأحد من البشر بالشفاعة إلا المسيح؟ أليس لأنه ابن الله المتجسد والوسيط الوحيد بين الله والناس، وهو الذي يحيي الأموات والقلوب؛ لأنه حياة أجسادنا؟ .
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: معنى كلمة (وجيهًا).
الوجه الثاني: التفسير الصحيح للآية.
الوجه الثالث: شروط الشفاعة.
الوجه الرابع: الشفاعة ليست خاصة بالأنبياء فقط.
الوجه الخامس: الرسول - صلى الله عليه وسلم - صاحب الشفاعة.
الوجه السادس: عيسي - عليه السلام - ليس وحده الموصوف بهذا الوصف.
الوجه السابع: عيسى - عليه السلام - يبرأ من الشفاعة يوم القيامة لهول ذلك اليوم.