للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول

والصدق والإخلاص والمحبة وفقك الله لما أحبه

ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، والا يعبد الله إلا بما شرع، وأن تعلم وتعتقد بأن محمدًا رسول الله إلى الناس جميعا، وأنه عبد لا يُعبد، ورسول لا يكذب، بل يطاع ويتبع، من أطاعه دخل الجَنَّة، ومن عصاه دخل النار، وأن تعلم وتعتقد بأن تلقي التشريع سواء في العقيدة، أم في شعائر العبادات التي أمر الله بها، أم في نظام الحكم والتشريع، أم في مجال الأخلاق، أو في مجال بناء الأسرة، أو في مجال التحليل والتحريم. لا يكون إلا عن طريق هذا الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنه رسول الله البلغ عنه شريعته.

وقد سبق التفصيل في ذلك عند الحديث عن التوحيد وأقسامه.

الركن الثاني: الصلاة.

الصلاة لغة: الدعاء، قال الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} (التوبة: ١٠٣). أي ادع لهم.

وقال: - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ". (١)

والصلاة عند أهل الاصطلاح: عبارة عن التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير محتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة.

وقد ثبت فرضية الصلاة بالقرآن والسنة والإجماع، قال سبحانه {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "بُني الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ" (٢).

وهي خمس صلوات كما جاء في حديث الأعرابي: أخبرني ما فرض الله علي من الصلوات؟ فقال: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. فَقَال: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَال: لَا إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ". (٣)


(١) مسلم (١٤٣١).
(٢) البخاري (٨)، مسلم (١٦) من حديث ابن عمر.
(٣) البخاري (٤٦)، مسلم (١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>