للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وأيضًا فلو أثر هذا الخوف في أبي طالب ورده كيف كانت تطيب نفسه أن يمكنه من السفر إلى الشام تاجرا لخديجة؟ .

٧ - وفي الحديث ألفاظ منكرة تشبه ألفاظ الطّرقيّة مع أن ابن عائذ قد روى معناه في مغازيه دون قوله: وبعث معه أبو بكر بلالًا إلى آخره فقال: ثنا الوليد بن مسلم أخبرني أبو داود سليمان بن موسى فذكره بمعناه. (١)

قلت: وبالنسبة لمن صحح الحديث من المتقدمين، إذا أردنا تفنيد أقوالهم لا يصفو لنا إلا قول ابن حجر، وهو معترف بوجود خلل ما في الحديث، حيث قال عن اللفظة المنكرة في الحديث: الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث. وفي الجملة هي وهم من أحد رواته. (٢)

أما بالنسبة للحاكم، والترمذي فقد تساهلا في الحكم على هذا الحديث كما تساهلا في الحكم على غيره، وهذا معلوم عند علماء مصطلح الحديث.

وأما قول البيهقي: هذه قصة مشهورة عند أهل المغازي، فشهرة القصة في كتب التاريخ لا تقضي حتمًا بصحتها. (٣)

[رواية أبي مجلز]

عن أبي مجلز أن عبد المطلب أو أبا طالب - شك خالد - قال: لما مات عبد الله عطف على محمد - صلى الله عليه وسلم - قال فكان لا يسافر سفرًا إلا كان معه فيه، وإنه توجه نحو الشام فنزل منزله فأتاه فيه راهب، فقال: إن فيكم رجلًا صالحًا، فقال: إن فينا من يقري الضيف ويفك الأسير ويفعل المعروف، أو نحوًا من هذا، ثم قال: إن فيكم رجلًا صالحًا، ثم قال: أين أبو هذا الغلام؟ قال: ها أنا ذا وليه، أو قيل: هذا وليه، قال: احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به


(١) تاربخ الإسلام ١/ ١٣.
(٢) الإصابة ١/ ١١٨، وفتح الباري ٨/ ٥٨٧.
(٣) وفيها أيضًا قوله: إن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه. فإذا كان قد أتى بدين نصراني فلماذا يقتله النصارى وفي دعوته امتداد لدينهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>