للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع سقوط إسناد هذه الرواية كما هو مبين في الحاشية فكذلك في متنها نكارة.

قال الذهبي:

١ - فأين كان أبو بكر؟ كان ابن عشر سنين فإنه أصغر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ونصف.

٢ - وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث ولم يكن ولد بعد.

٣ - وأيضًا فإذا كان عليه غمامة تظله كيف يتصور أن يميل فيء الشجرة؟ لأن ظل الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها.

٤ - ولم نر النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر أبا طالب قط بقول الراهب، ولا تذاكرته قريش، ولا حكته أولئك الأشياخ مع توفر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك فلو وقع لاشتهر بينهم أيما اشتهار.

٥ - ولبقي عنده - صلى الله عليه وسلم - حس من النبوة؛ ولما أنكر مجيء الوحي إليه أولًا بغار حراء وأتى خديجة خائفا على عقله.


= مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالا فكيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين؟ ) (عيون الأثر ١/ ٤٣) وذكر الألباني أن قول ابن سيد الناس هذا يوافق قول من ذهب إلى تصحيح الخبر، إلا أن ذكر أبا بكر وبلال خطأ في الرواية وعليه فباقي الحديث صحيح. فقال: والحقيقة أن كلام ابن سيد الناس مطابق لكلامي تمام المطابقة كما يظهر بداهة. دفاع عن الحديث النبوي والسيرة ١/ ٧٠.
قال ابن القيم في زاد المعاد: وقع في كتاب الترمذي وغيره أنه بعث معه بلالًا وهو من الغلط الواضح فإن بلالًا إذ ذاك لعله لم يكن موجودًا وإن كان فلم يكن مع عمه ولا مع أبي بكر، وذكر البزار في مسنده هذا الحديث ولم يقل: وأرسل معه عمه بلالًا ولكن قال رجلًا.
وقال ابن حجر: وحديث أبي موسى الأشعري أخرجه الترمذي وغيره ولم يسم فيها الراهب وزاد فيها لفظة منكرة وهي قوله: وأتبعه أبو بكر بلالًا وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهلًا ولا اشترى يومئذ بلالًا، وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات إلا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث. وفي الجملة هي وهم من أحد رواته. الإصابة ١/ ١١٨، وفتح الباري ٨/ ٥٨٧.
وقال البيهقي هذه قصة مشهورة عند أهل المغازي، وقال السيوطي: ولها شواهد عدة تقضي بصحتها. انظر: (الخصائص الكبرى ١/ ١٤٠)، دفاع عن الحديث النبوي والسيرة ١/ ٧٠، وجامع الأحاديث (٣٥/ ٤٦٥)، وكشف الخفاء ١/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>