معايشة الأطفال طويلًا -ويعلم هذا جيدًا معلمو المرحلتين الابتدائية والمتوسطة- سبب في إثارات متعددة للانفعالات النفسية، الانفعالات التي تهدأ سريعًا لدى المرأة بينما يستمر أثرها طويلًا على الرجل.
ومن هنا نجد أن المرأة أصبر في تربية الأطفال من الرجل.
ولعل في القصة التي ذكرناها آنفًا خير دليل.
فالزوج لم يكن يملك هذه القدرة على احتمال بكاء طفلته بينما كانت الزوجة -الأم- تمتلكها.
فلا شك أن الطفلة بكت مرارًا، ولكن أمها لم تكن ليصل ضيقها بها إلى حد أن تدق رأسها بالطاولة ثم تلقى بها على الأرض.
وتأملوا صورة أبسط في المقارنة.
هل وجدتم أمًّا تضيق ليلًا بطفلها أو طفلتها، فتغادر الغرفة إلى غرفة أخرى؛ لتواصل نومها تاركة طفلها يبكى؟ !
إننا نجد كثيرًا من الآباء يضيقون ببكاء أطفالهم ليلًا، فيغادرون إلى غرف أخرى، ليوصلوا نومهم فيها (١).
[الوجه الثامن عشر: مهما فعلت فهي أم.]
مهما شاركت المرأة في العمل السياسي، وتقلدت في مناصب الحكم، فإنها لا تستطيع أن تتجرد من عواطفها، ولا يمكنها أن تتخلى عن أنوثتها، ولهذا فإننا كثيرًا ما نجدها إلى هذه الأنوثة وهي في أوج مجدها السياسي وتتغلب عليها عاطفتها وهي مسئولة سياسية تقتضي منها هذه المسئولية أن تكون عقلانية لا تخضع لعاطفتها.
هذه رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر يُفقد ابنها في صحراء شمال إفريقيا بينما كان في جولة هناك، فتظهر على شاشات التلفزيون وهي تبكى، وتظل في حالة انهيار تام، تعتذر بسببها عن ممارسة عملها كرئيسة للوزراء حتى عثروا على ابنها المفقود.