٥ - وبعض المتفقهين والمتعبدين يعرضون بالغيبة تعريضًا تفهم به كما تفهم بالتصريح، فيقال لأحدهم: كيف حال فلان؟ فيقول: الله يصلحنا، الله يغفر لنا، الله يصلحه، نسأل الله العافية، نحمد الله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، نعوذ بالله من الكبر، يعافينا الله من قلة الحياء، الله يتوب علينا، وما أشبه ذلك مما يفهم تنقيصه، فكل ذلك غيبة محرمة؛ المستطرف باب: في تحريم الغيبة. ٦ - ويؤخذ من إنكار النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كما يحرم على المغتاب ذكر الغيبة كذلك يحرم على السامع استماعها، فيجب على مَنْ يستمع إنسانًا يبتدئ بغيبة أن ينهاه إن لم يخف ضررًا؛ فإن خافه وجب عليه الإنكار بقلبه ومفارقة ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته، فإن قال بلسانه: أسكت وقلبه يشتهى سماع ذلك؛ قال بعض العلماء: إن ذلك نفاق؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}؛ الموضع السابق. ٧ - ومنها همة النبي -صلى الله عليه وسلم- في إنكار المنكر حتى لو صدر مِن أحب الناس إليه، وهذا من تمام عدل الإسلام. ٨ - ومنها الإشارة إلى خطورة الكلمة حتى لو لم يلق الإنسان لها بالًا، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم"؛ البخاري (٦١١٣). ٩ - ومنها أن الصحابة لو كتموا شيئًا من الدين لكتموا مثل هذه الأحاديث التي فيها عتاب لهم -رضي الله عنهم-. ١٠ - دفاع النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صفية. ١١ - العبرة في حسن المرأة في الإسلام أمام زوجها ليس الطول والقصر أو غير ذلك، وإنما هو الدين.