للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخرج القراءة بالمعنى التي لم تنقل على أنها قرآن، فليس ذلك من القراءات الشاذة أصلًا، والمجترئ على ذلك مجترئ على عظيم وضال ضلالًا بعيدًا (١).

وقال أبو شامة بعد ما ذكر ضوابط القراءة الصحيحة: فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة. أشار إلى ذلك كلام الأئمة المتقدمين (٢).

وقال ابن الجزري: ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أم عن من هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه. (٣)

وقال ابن الجزري في طيبته:

وَحَيْثُمَا يَخْتَلَّ رُكْن أثبِتِ ... شُذُوذَهُ لَوْ أَنَّهُ فِي السَّبْعَةِ

[أنواع القراءات الشاذة]

مما تقدم يمكن أن نحصر القراءات الشاذة في الأنواع التالية:

١ - الآحاد، وهو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، ولم يتواتر.

٢ - الشاذ، وهو ما فقد أحد الأركان الثلاثة أو معظمها.

٣ - المدرج، وهو ما يزيد في القراءات على وجه التفسير.

٤ - الموضوع، وهو ما ينسب إلى قائله من غير أصل.

٥ - المشهور، وهو ما صح سنده، ولم يبلغ درجة التواتر، ووافق العربية والرسم.

قال الشيخ الترمسي في شرح الطيبة: القراءات أنواع:


(١) المصادر السابقة.
(٢) المرشد الوجيز (٣٨١ - ٣٨٢)، والبحر المحيط (١/ ٤٧٤).
(٣) النشر (١/ ٩)، وانظر القول الجاذ (٥٧ - ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>