للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإسحاق -عليه السلام- لصرح بها القرآن (١).

قال ابن عاشور: وقد أشارت هذه الآيات إلى قصة الذبيح ولم يسمه القرآن لئلا يثير خلافٌ بين المسلمين وأهل الكتاب في تعيين الذبيح من ولدي إبراهيم وكان المقصد تأليف أهل الكتاب لإقامة الحجة عليهم في الاعتراف برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- وتصديق القرآن ولم يكن ثمة مقصد مهم يتعلق بتعيين الذبيح ولا في تخطئة أهل الكتاب في تعيينه، وأمارة ذلك أن القرآن سمى إسماعيل في مواضع غير قصة الذبيح وسمى إسحاق في مواضع ومنها بشارة أمة على لسان الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط وذكر اسمي إسماعيل وإسحاق أنهما وهبا له على الكبر ولم يسم أحدًا في قصة الذبيح قصدًا لإبهام مع عدم فوات المقصود من الفضل لأن المقصود من القصة التنويه بشان إبراهيم فأي ولديه كان الذبيح كان في ابتلائه بذبحه وعزمه عليه وما ظهر في ذلك من المعجزة تنويه عظيم بشأن إبراهيم (٢).

[الوجه التاسع: نوعية المذبوح ولماذا وصف بوصفه عظيم.]

اختلف أهل العلم في الذبح الذي فُدي به ولدا إبراهيم -عليه السلام- على قولين:

الأول: أنه كان كبشًا، وهو قول جمهور أهل العلم بالتفسير (٣)، وممن قال به ابن -رضي الله عنه- قال: الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه (٤).

القول الثاني: أنه كان تيسًا، ونقل ذلك عن ابن عباس (٥)، والحسن البصري (٦).


(١) الرأي الصحيح صـ ٩٣: ٩٠.
(٢) التحرير والتنوير ٢٣/ ١٥٦.
(٣) المحرر الوجيز (٤/ ٤٨٢)، تفسير القرطبي (١٥/ ١٠٦)، الخازن في تفسيره (٤/ ٢٤).
(٤) حسن. أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٨٦) من طريق، سفيان، ، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٨٢٣٣) من طريق داود العطار، كلاهما (سفيان، داود) عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
(٥) إسناده ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره ٢٣/ ٨٧ من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن رجل، عن أبي صالح: إسناده ضعيف لجهالة شيخ الثوري.
(٦) موضوع. أخرجه الطبري في تفسيره ٢٣/ ٨٧ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن به. فيه عمرو بن عبيد متهم بالكذب، الجرح والتعديل ٦/ ٢٤٦، تهذيب التهذيب ٨/ ٦٢، التقريب (١/ ٤٢٤) (٧٠٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>