للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)}.

هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم؛ فإن اتفق أن وقع البصر على محُرَّم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعًا، فعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرفَ بَصَري (١).

وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والجلوس على الطرقات". قالوا: يا رسول الله، لا بد لنا من مجالسنا، نتحدث فيها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أبيتم، فأعطوا الطريق حقَّه". قالوا: وما حقّ الطريق يا رسول الله؟ قال: "غَضُّ البصر، وكَفُّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" (٢).

وقوله: {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} أي: أطهر لقلوبهم وأنقى لدينهم، كما قيل: (مَنْ حفظ بصره، أورثه الله نورًا في بصيرته). ويروى: (في قلبه). (٣)

[٧ - تحريم مس الأجنبية ومصافحتها]

فعن أبي هريرة: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. (٤)


(١) أخرجه مسلم (٢١٥٩).
(٢) أخرجه البخاري (٢٣٣٣).
(٣) تفسير ابن كثير سورة النور آية ٣٠.
(٤) مسلم (٢٦٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>