للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الزيادة في هذه الرواية التي تصل اعتزال النبي -صلى الله عليه وسلم- أزواجه بهذه القصة، وإسنادها ضعيف جدًّا، ولكن يشهد لكون اعتزاله -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه كان بعد عدة أمور هذا منها.

شبهة حول اعتزال النبي -صلى الله عليه وسلم- لنسائه: حيث تساءل البعض قائلين ما هو السبب الفعلي وراء اعتزال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه؟ هل هو قضية إفشاء السر كما في سور التحريم؟ أم أنه السبب المذكور في سورة الأحزاب؟ ثم عقب السائل على ذلك بقوله وتأتي إجابات المسلمين عن ذلك مشوشة.

والرد على ذلك من وجوه: الوجه الأول: لقد جاء الجواب عن سبب التخيير عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- صريحًا أن التخيير والهجر كان بسبب سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- النفقة والمال والمراجعة والتظاهر عليه -صلى الله عليه وسلم- وهذه هي الروايات بذلك.

الرواية الأولى: عن جابر بن عبد الله، قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجد الناس جلوسًا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، قال: فأذن لأبي بكر، فدخل، ثم أقبل عمر، فاستأذن فأذن له، فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا حوله نساؤه، واجمًا ساكتًا، قال: فقال: لأقولن شيئًا أضحك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة، سألتني النفقة، فقمت إليها، فوجأت عنقها، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: "هن حولي كما ترى، يسألنني النفقة"، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ليس عنده، فقلن: والله لا نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا أبدا ليس عنده، ثم اعتزلهن شهرًا -أو تسعًا وعشرين- ثم نزلت عليه هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} حتى بلغ {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}، قال: فبدأ بعائشة، فقال: "يا عائشة، إني أريد أن أعرض


= ٢ - وإسحاق بن محمد قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكن ذهب بصرء فربما لقن وكتبه صحيحة، وقال مرة: يضطرب، وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جدًّا، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف، وقد روى عنه البخاري، ويوبخونه في هذا، وقال الدارقطني: أيضا لا يترك، وقال الساجي: فيه لين، وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليها، وقال الحاكم: عيب على محمد إخراج حديثه، وقد غمزوه.
٣ - وعبد الله بن عمر العمري ضعيف عابد من السابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>