للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم كانت البشرى لزوجته، قال تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (٧١)} [هود: ٧١].

وفي هذه الآيات - من سورة هود - يتضح الأمر أن البشرى له، ثم لها أيضًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (٧١)} [هود: ٦٩ - ٧١].

[الوجه الثاني: الحكمة في تخصيص سارة بالبشرى.]

وفي تعيين سارة - زوجة إبراهيم - عليه السلام - بالبشرى أسباب، منها:

١ - إيذان بأن ما بشر به يكون منها، إذ إن إبراهيم - عليه السلام - له زوجة أخرى. (١)

٢ - لكونها عقيم، وحريصة على الولد، وقد كان ولد لإبراهيم من هاجر أمته. (٢)

٣ - لعظم فرحها بالولد ولربما زاد على فرح الزوج في هذه الحالة. (٣)

٤ - مكافأة لها على خدمتها. (٤)

[الوجه الثالث: في بيان معنى البشرى.]

[القول الأول: البشرى (إسحاق)]

قال الطبري: فلما ذهب عن إبراهيم الخوفُ الذي أوجسه في نفسه من رسلنا، حين رأى أيديهم لا تصل إلى طعامه، وأمن أن يكون قُصِد في نفسه وأهله بسوء {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى} بإسحاق، ظلّ {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ}، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل:

عن قتادة: قوله {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} يقول: ذهب عنه الخوف {وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى} بإسحاق (٥)


(١) محاسن التأويل (٩/ ١٤٩)، فتح القدير (٢/ ٧١٣).
(٢) روح المعاني (١٢/ ٩٩)، تفسير أبي السعود (٤/ ٣٢٥)، فتح البيان (٦/ ٢١٣).
(٣) البحر المحيط (٥/ ٢٤٣).
(٤) النكت والعيون (٢/ ٧٣: ٧٤).
(٥) جامع البيان (١٢/ ٧٧)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١١٠٣٥)، ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>